كتاب أدب الموعظة

فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه؟ "1.
وقال رحمه الله في موضع آخر حاثا على التثبت، والتدبر، والتأمل قال: "وفي قوله ـ تعالى ـ {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114] أدب طالب العلم، وأنه ينبغي له أن يتأنى في تدبره للعلم، ولا يستعجل بالحكم على الأشياء، ولا يعجب بنفسه، ويسأل ربه العلم النافع والتسهيل"2.
وقال رحمه الله: "قوله ـ تعالى ـ {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 12] هذا إرشاد منه لعباده إذا سمعوا الأقوال القادحة في إخوانهم المؤمنين رجعوا إلى ما علموا من إيمانهم، وإلى ظاهر أحوالهم، ولم يلتفتوا إلى أقوال القادحين، بل رجعوا إلى الأصل، وأنكروا ما ينافيه"3.
قال ابن حبان رحمه الله: "أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
الرفق أيمن شيء أنت تتبعه ... والخرق أشأم شيء يقدم الرجلا
وذو التثبت من حمد إلى ظفر ... من يركب الرفق لا يستحقب الزللا4
__________
1 تيسير الكلام المنان في تفسير كلام الرحمن للسعدي، ص154.
2 فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن للشيخ عبد الرحمن السعدي عناية الشيخ د. عبد الرزاق العباد، ص161.
3 فتح الرحيم الملك العلام، ص162.
4 روضة العقلاء، ص216.

الصفحة 57