كتاب أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعا ودراسة
فأضاف الله الخلق إلى نفسه، إذ الله تولى خلقه، وكذلك قول الله عز وجل: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} [الأعراف: ٧٣]، فأضاف الله الناقة إلى نفسه ... " (¬١).
القول الرابع: إنكار حديث: (إن الله خلق آدم على صورته) والنهي عن التحديث به، وهذا مروي عن الإمام مالك (¬٢) رحمه الله، فقد روى العقيلي بسنده عن عبد الرحمن بن القاسم أنه سأل الإمام مالك رحمه الله عمن يحدث بهذا الحديث الذي قالوا: (إن الله خلق آدم على صورته)؟ فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا ونهى أن يحدث به أحد، فقيل له: إن أناسًا من أهل العلم يتحدثون به، قال: من هم؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالمًا، ولم يزل أبو الزناد عاملًا لهؤلاء حتى مات وكان صاحب عمال يتبعهم (¬٣).
* * *
---------------
(¬١) التوحيد (١/ ٨٧ - ٩١)، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٦٣ - ٦٤)، والمعلم للمازري (٣/ ١٧١)، وشرح النووي على مسلم (١٦/ ٤٠٣ - ٤٠٤).
(¬٢) انظر: التمهيد (٧/ ١٥٠).
(¬٣) انظر: الضعفاء الكبير (٢/ ٢٥١ - ٢٥٢)، ونقله عنه الذهبي في الميزان (٤/ ٩٥)، وفي السير (٥/ ٤٤٩)، وانظر: السير (٨/ ١٠٣ - ١٠٤) فقد نقل فيه الذهبي هذه القصة عن الإمام مالك من طريق ابن عدي.