كتاب التوحيد لابن منده - ت الوهيبي والغصن

مكانته العلمية وأقوال الناس فيه
لقد منّ الله على الحافظ الجوال أبى عبد الله بن منده بالاطلاع الواسع على أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلم ومعرفة أحوال الرجال وتاريخهم.
وكذلك منّ الله عليه بفهم كتابه ومعرفة قراءاته وتفسيره.
ومنّ الله عليه كذلك بالتدين العميق والاعتقاد الحسن ومجانبة البدع وبغض المبتدعين وعدم مجاملتهم.
مما جعل العلماء يعجبون به منذ ريعان شبابه فقدموه وأكرموه.
قال قوام السنة أبو الفضل الأصبهانى: فضائل هذا الإِمام كثيرة، كان مقدم أهل عصره فى الحفظ والديانة ونصرة السنة وإماتة البدعة، طاف الدنيا فى طلب الحديث.
عرفت منزلته فى العلم فى شبيبته. كتب إليه أبو أحمد العسال (¬١) وهو بنيسابور (¬٢) يسأله عن حديث أشكل عليه. فأجابه عن ذلك وبينه له (¬٣).
وقد أثنى عليه عامة العلماء ووصفه بعضهم بإمام الأئمة فى الحديث، فمن الذين أثنوا عليه: أحمد بن جعفر الحافظ يقول: كتبت عن أزيد من ألف شيخ ما فيهم أحفظ من ابن منده (¬٤).
وقال جعفر بن محمد المستغفرى: ما رأيت أحداً أحفظ من أبى عبد الله
_________
(¬١) قال الذهبى: العسال إمام دهره. (التذكرة ١٠٣٤/ ٣).
(¬٢) عرفنا أن ابن منده لم يزل شاباً حين كان فى نيسابور.
(¬٣) سير السلفخ. ق/ ٨٥.
(¬٤) تذكرة الحفاظ ١٠٣٤/ ٣.

الصفحة 22