كتاب التوحيد لابن منده - ت الوهيبي والغصن

ولكن علينا أن نستعرض أقوال الطاعنين فيه ونبينها، فإن كان هذا القول صحيحاً ومؤيدا من العلماء قبلناه وإن لم يكن صحيحاً رددناه على صاحبه:
أولاً: يقول ابن عساكر: أنبا أبوعبدالله الفراوى وغيره عن أبى بكر البيهقى، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الحسن الدارقطنى، وذكر ابن منده فقال: كان بمصر فى كتاب شيخ يعنى حديثاً لمحمد بن عبيد بن حساب عن سفيان بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: «الشفاعة لمن مات بالمدينة» (¬١). فكتب (أى ابن منده) على حاشيته: إنما هو عن سفيان عن موسى بن عقبة وأيوب وسفيان بن موسى عن أيوب خطأ.
ثم قال ابن عساكر: عند الدارقطنى هذا من أوهام ابن منده. وهذا من أيسر أوهامه، فإن له فى معرفة الصحابة أوهاماً كثيرة.
ثم قال: وقد أخبرنا بالحديث على الصواب أبوالقاسم زاهر بن طاهر، أنا أبوبكر البيهقى، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمر بن مطر، نا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء أنا الصلت بن مسعود، نا سفيان بن موسى وكان ثقة، أنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر وذكر الحديث (¬٢).
قلت: يقول الذهبى فى ترجمة ابن منده: إذا روى الحديث وسكت أجاد، وإذا بوّب أو تكلم من عنده، انحرف، وحرفش، بلى ذنبه وذنب أبى نعيم أنهما يرويان الأحاديث الساقطة والموضوعة، ولا يهتكانها، فنسأل الله العفو. ا. هـ‍ (¬٣).
_________
(¬١) حديث الشفاعة لمن مات بالمدينة. رواه الترمذى فى المناقب باب: (٦٨) فضل المدينة. ح (٣٩١٤) ٧١٩/ ٥ من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن أيوب وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب السجستانى.
(¬٢) تاريخ دمشق خ. ق/ ٤٢٤، ٤٢٥ وانظر: لسان الميزان ٧١/ ٥ - ٧٢.
(¬٣) سير أعلام النبلاء ٤١/ ١٧.

الصفحة 25