كتاب التوحيد لابن منده - ت الوهيبي والغصن

٢ - دراسة شيوخه وتلامذته ومؤلفاته
أ - شيوخه:
عرفنا فيما سبق أن الإمام الحافظ أبا عبد الله بن منده بدأ بالسماع سنة ثمانى عشرة أى وعمره ثمانى سنوات أو أقل، وأنه سمع من أبيه وعمه وعلماء أصبهان وعرفنا كذلك أنه بدأ الرحلة سنة ثلاثين وثلاثمائة ولم يستقر فى بلده أصبهان إلا بعد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، أى أن رحلاته دامت أكثر من أربعين سنة، كل ذلك وهو يطوف بالبلدان ويسمع الحديث من علمائها.
وعرفنا أن ابن منده مكثر من الحديث حيث سمع بنيسابور وحدها نحواً من خسمائة ألف حديث (¬١)، وأنه ما رجع إلى أصبهان إلا ومعه أربعون حملاً من الكتب.
كل ذلك كان له أثر كبير فى كثرة الشيوخ الذين روى عنهم ابن منده.
قال الذهبى: وانبؤونا عن زاهر الثقفى، أخبرنا الحسين الخلال، أنبأنا أبوالفوارس العنبرى، سمع أبا الحسن على بن الحسين الإِسكاف، سمعت أبا عبد الله ابن منده يقول: رأيت ثلاثين ألف شيخ، فعشرة آلاف ممن أروى عنهم وأقتدى بهم، وعشرة آلاف ممن أروى عنهم ولا اقتدى بهم، وعشرة آلاف من نظرائى، وليس من الكل واحد إلا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلها (¬٢).
يقول ابن أبى يعلى والذهبى: بلغنا أن عدة شيوخه ألف وسبعمائة شيخ (¬٣).
_________
(¬١) سير أعلام النبلاء ٣٠/ ١٧.
(¬٢) المصدر السابق ٣٥/ ١٧.
(¬٣) طبقات الحنابلة ١٦٧/ ٢، وسير أعلام النبلاء ٣/ ١٧.

الصفحة 34