كتاب التوحيد لابن منده - ت الوهيبي والغصن

الموحدين من النار وما يتعلق به، وزاد ابن منده عليه بحث مسائل الربوبية والألوهية وأسماء الله عز وجل، وزاد أيضاً فى موضوع الصفات بحث موضوع (صفتى الحب والبغض).
نستخلص مما سبق أن ابن منده وابن خزيمة يتفقان فى بحث أكثر مسائل الصفات، وإنما يختلف أسلوب كل منهما من ناحية الاستنباط والحكم على الروايات ونحوه.
ويتميز كتاب ابن خزيمة بأن استنباطه ليس فى التبويب فقط، بل كثيراً ما يجمع بين الأخبار ويرد على أهل البدع مما أكسب كتابه شهرة واسعة فى صفوف المتأخرين تفوق شهرة كتاب ابن منده.
والخلاصة أن كتاب ابن منده غالب ما فيه من احاديث وأثار موجود فى الكتب المتقدمة وقد يوجد فيه طرقاً أخرى لبعض الأحاديث والأثار المعروفة والله أعلم.

* لمحة حول منهج المؤلف:
كتاب (التوحيد) لأبى عبد الله بن منده بأسلوبه ومنهجه، يمكن أن نعتبره من كتب الحديث، لأنه جمع كثيراً من الأحاديث فى الربوبية والألوهية والأسماء والصفات واعتنى بطرقها وألفاظها، وأما تعليقاتها العقدية فهى نادرة، ما عبدا بعض الاستنباطات من خلال التبويب.
وهذا المنهج الذى سار عليه الحافظ، هو منهج أكثر الأئمة المتقدمين ممن صنف حول موضوعات العقيدة (مثل الإيمان لأبى بكر بن أبى شيبة، والسنة لعبدالله بن أحمد، والسنة لابن أبى عاصم، وخلق أفعال العباد للبخارى، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للكائى، وعقيدة اصحاب الحديث للصابونى، والنزول، والصفات

الصفحة 69