كتاب الإيضاح في مناسك الحج والعمرة
كُلَّ يَوْم بِرَطْل وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ بِرَطْلَيْنِ مُجْمَراً (¬1)، وأنَّ ابْنَ الزبيرِ خَلَّق (¬2) جَوْفَ الْكَعْبَةِ كُلَّهُ. وَعَنْ عائْشةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: طَيّبوا الْبَيْتَ فَإِنَّ ذَلِكَ من تَطْهِيرِهِ تَعْنِي قَوْلَ الله تَعَالَى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} وَأنَّ عَائشةَ قَالَتْ: لأَنْ أُطَيِّبَ الْكَعْبَةَ أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُهْدِيَ لَهَا ذهَباَ أَوْ فِضَّةً، وَأنّ مُعَاوِيةَ رضي الله عَنْهُ أَجْرَى للْكَعْبَة طِيبَهَا لِكُل صَلاَةِ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ مُعَاوِيةُ أوّلَ مَنْ طَيَّبَ الْكَعْبةَ بِالْخلُوقِ (¬3) والمجمّرِ وَأجْرى الزيْتَ لِقَنَادِيل (¬4) المسْجِدِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَالله أعْلَمُ.
¬__________
(¬1) بضم الميم وسكون الجيم وفتح الميم الثانية: عود رطب يوضع في المجمر بكسر أوله أي المجمرة.
(¬2) أي طيب الكعبة (بالخلوق) بفتح الخاء وضم اللام وهو نوع من الطيب.
(¬3) أي بالطيب. والمجمر: عود الطيب أي طَيب الكعبة بالطيب وبَخَّرها بالعود المُجَمَّر، أي الموضوع في نار المجمرة.
(¬4) القناديل برام من الزجاج توضع فيها مصابيح زيت الزيتون، ولا زالت منها بقايا المسجد النبوي معلقة.
الصفحة 445