كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل

- وقال عنه الأمير الحافظ أبو نصر بن ماكولا (¬1) ما يلي:
(وذو الوَزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف بن أيوب الباجي من باجة الأندلس، متكلم فقيه أديب شاعر، ... ورجع إلى الأندلس فروى، ودرس وألَّف، فقرأت عليه كتاب التمييز لمسلم عن أبي ذر الهروي، وحضرت مجالسه، وكان جليلًا، رفيع القدر والخطر) (¬2).
- ما جاء عن أبي بكر بن العربي عند ذكره لقاصمة في حكاية سبب الخبال والفتنة التي انتشرت في ربوع الأندلس من جراء التقليد المطلق وما نتج
عنه من جمود فكري وتعصب مذهبي، حيث يقول:
( ... وكان سبب ذلك أن الفتن لما ضربت رواقها، وتقاتلت العباسية والأموية، وبعدت أقطار الإسلام، وتعذر ضبطها بالنظام، وانتشرت الرعية، نفذ
إلى هذه البلاد بعض الأموية ... فألزموا الناس العمل بمذهب مالك، والقراءة على رواية نافع، ولم يمكنهم من النظر والتخيير في مقتضى الأدلة ... واستمرت القرون على موت العلم وظهور الجهل، فكل من تخصص لم يقدر على أكثر من أن يتعلق ببدعة الظاهر ... ثم حدثت حوادث لم يلقوها في منصوص المالكية فنظروا
¬__________
(¬1) هو أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر العِجلي الجرباذقانيُّ. الأمير الحافظ الناقد النحوي الشاعر. من مصنفاته: (الإكمال في عارض الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب) و (تهذيب مستمر الأوهام) توفي سنة 487 هـ انظر ترجمته في: معجم الأدباء لياقوت: 15/ 102 - 111. الكامل في التاريخ لابن الأثير: 10/ 128. وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/ 305 - 306. فوات الوفات للكتبي: 3/ 110 - 112. سير أعلام النبلاء للذهبي: 18/ 569 - 578. دول الإسلام للذهبي 2/ 17.
مرآة الجنان لليافعي: 3/ 143 - 144. البداية والنهاية لابن كثير: 12/ 123 - 124، 145 - 146 طبقات الحفاظ للسيوطي: 443 - 444. هدية العارفين للبغدادي: 5/ 693. الرسالة المستظرفة للكتاني: 116. مقدمة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي على الإكمال لابن ماكولا: 18 وما بعدها.
(¬2) الإكمال لابن ماكولا: 1/ 468.

الصفحة 102