كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل

فَصْلٌ
إِذَا نُسِخَ وُجُوبُ الْأَمْرِ جَازَ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ عَلَى الْجَوَازِ. وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ (¬1) لَا يَجُوزُ ذَلِكَ (¬2).
وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا نَقُولُهُ أَنَّ الْأَمْرَ بِالْفِعْلِ يَقْتَضِي وُجُوبَ الْفِعْلِ وَجَوَازِهِ، وَالْجَوَازُ أَلْزَمَ لَهُ لِأَنَّهُ قَدْ (¬3) يَكُونُ جَائِزًا وَلَا يَكُونُ وَاجِبًا، * وَمُحَالٌ أَنْ يَكُونَ وَاجِبًا وَلَا يَكُونُ جَائِزًا * (¬4) لِأَنَّهُ يَسْتَحِيلُ (¬5) أَنْ يُؤْمَرَ بِفِعْلِ مَا لَا يَجُوزُ لَهُ (¬6) فِعْلُهُ، وَمَعْنَى الْجَائِزِ هَا هُنَا مَا وَافَقَ الشَّرْعَ (¬7).
¬__________
(¬1) هو أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد، التغلبي البغدادي المالكي، الفقيه، الأصولي، الشاعر الأديب العابد الزاهد، أخذ عن أبي بكر الأبهري وحدث عنه، وتفقه عن كبار أصحابه كابن الجلاب والباقلاني، وعنه ابن عمروس وأبو الفضل مسلم الدمشقي، تولى القضاء بالعراق ومصر، وله مصنفات عديدة منها: (النصرة لمذهب مالك) في مئة جزء و (المعونة في شرح الرسالة) و (الإشراف في مسائل الخلاف) و (عيون المسائل) و (أوائل الأدلة) و (الإفادة). توفي سنة 422 هـ انظر ترجمته في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 11/ 31 - 32. طبقات الفقهاء للشيرازي: 168 - 169. ترتيب المدارك للقاضى عياض: 2/ 691 - 695. وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/ 219 - 222. الكامل. في التاريخ لابن الأثير: 9/ 422. سير أعلام النبلاء للذهبي: 17/ 429 - 432. البداية والنهاية لابن كثير: 12/ 32 - 33. فوات الوفيات للكتبي: 2/ 419 - 421. الديباج المذهب لابن فرحون: 159 - 160. مرآة الجنان لليافعي: 3/ 41 - 42. شذرات الذهب لابن العماد: 3/ 222 - 224. وفيات ابن قنفد: 53 - 54. الفكر السامي للحجوي: 2/ 4/ 204 - 205. شجرة النور لمخلوف: 1/ 103 - 104. الفتح المبين للمراغي: 242.
(¬2) م، ن: ... الجواز، ومنع ذلك القاضي أبو محمد. وفي ت: ... الجواز، وقال بعض أصحابه لا يجوز ذلك.
(¬3) م: إلزام بالفعل قد ...
(¬4) ما بين النجمتين ساقط من: م.
(¬5) ن: مستحيل. وفي م: قد يستحيل.
(¬6) (له) ساقطة من: أ.
(¬7) المسودة لآل تيمية: 577. شرح الكوكب المنير للفتوحي 1/ 429.

الصفحة 172