كتاب الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل

* أبو عبد الله الصُّورريُّ (المتوفى سنة 441 هـ).
هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن رحيم (¬1) الشاميُّ الساحليُّ الصوريُّ (¬2).
ولد سنة 376 هـ، وسمع عن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبو عبد الله بن أبي كامل الأَطْرَابُلُسي، وعبد الغني بن سعيد المصري، وغيرهم، ثم
قدم بغداد وسمع من أبي الحسن بن مَخْلَد، وأحمد بن طلحة المُنَقِّي، وأبي علي بن شاذان وغيرهم.
حدث عنه أبو عبد الله الدامغاني، وأبو الوليد الباجي، ولازمه ثلاثة أعوام وانتفع به كثيرًا، وحدت عنه آخرون.
كان أبو عبد الله الصوري عالمًا بارزًا، عالمًا متفننًا يعرف من كلِّ علم، حافظًا محدثًا قال عنه الخطيب: (وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم
كَتْبًا له، وأحسهم معرفة به، لم يَقْدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث) (¬3)، ومع ذلك كان يتجنب الخوض في الفتوى كما صرح بذلك الباجي (¬4).
له تآليف كثيرة ومتنوعة (¬5).
¬__________
(¬1) وفي تذكرة الحفاظ للذهبي: 3/ 1114: دحيم بالدال وهو تصحيف.
(¬2) نسبة إلى مدينة صور () من بلاد ساحل الشام تقع حاليًا في جنوب لبنان (انظر معجم البلدان لياقوت: 3/ 433 - 434. الروض المعطار للحميري: 369. مراصد الاطلاع للصفي البغدادي: 2/ 856. اللباب لابن الأثير: 2/ 250).
(¬3) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 3/ 103.
(¬4) سير أعلام النبلاء للذهبي: 17/ 629. تذكرة الحفاظ للذهبي: 3/ 1116.
(¬5) يذهب بعض العلماء إلى القول بأن جميع كتب الخطب البغدادي مستفادة من كتب أبي عبد الله الصوري ما عدا تاريخ بغداد فإنه من تصنيف الخطيب. (انظر: معجم البلدان لياقوت: 3/ 434. البداية والنهاية لابن كثير: 12/ 60).

الصفحة 72