كتاب الثقات للعجلي ط الباز

فذكرنا ذلك لقتادة, فقال: كذب ما سمع منهم1 إنما كان ذلك سائلا يتكفف الناس2 زمن طاعون الجارف3.
وحدثني حسن بن علي الحلواني قال: حدثنا يزيد بن هارون, أخبرنا همام, قال: دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالوا: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريًّا, فقال قتادة: هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا4, ولا يتكلم فيه, فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة. ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة، إلا عن سعد بن مالك.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة, حدثنا جرير، عن رقبة؛ أن أبا جعفر الهاشمي المدني كان يضع أحاديث كلام حق5, وليست من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, وكان يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا الحسن الحلواني قال: حدثنا نعيم بن حماد, قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان, وحدثنا محمد بن يحيى, قال: حدثنا نعيم بن حماد, حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن يونس بن عبيد قال: كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث.
__________
1 "ما سمع منهم" يعني البراء وزيدًا وغيرهما ممن زعم أنه روى عنهم. فإنه زعم أنه رأى ثمانية عشر بدريًّا.
2 "يتكفف الناس" معناه يسألهم في كفه أو بكفه.
3 "طاعون الجارف" سمي بذلك لكثرة من مات فيه من الناس وسمي الموت جارفًا لاجترافه الناس, وسمي السيل جارفًا لاجترافه ما على الأرض, والجرف الغرف من فوق الأرض وكسح ما عليها, وأما الطاعون فوباء معروف, وهو بثر وورم مؤلم جدًا يخرج مع لهب ويسود ما حوله أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة, ويحصل معه خفقان القلب والقيء.
4 "لا يعرض لشيء من هذا" أي لا يعتني بالحديث.
5 "كلام حق" بنصب كلام، وهو بدل من أحاديث, ومعناه كلام صحيح المعنى وحكمة من الحكم ولكنه كذب. فنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو من كلامه صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 14