كتاب الثقات للعجلي ط الباز

وحدثنا الحسن الحلواني. قال: سمعت يزيد بن هارون، وذكر زياد بن ميمون، فقال: حلفت ألا أروي عنه شيئًا, ولا عن خالد بن محدوج. وقال: لقيت زياد بن ميمون, فسألته عن حديث, فحدثني به عن بكر المزني، ثم عدت إليه, فحدثني به عن مورق, ثم عدت إليه, فحدثني به عن الحسن وكان ينسبهما إلى الكذب.
قال الحلواني: سمعت عبد الصمد، وذكرت عنده زياد بن ميمون، فنسبة إلى الكذب.
وحدثنا محمود بن غيلان. قال قلت لأبي داود الطيالسي: قد أكثرت عن عباد بن منصور. فمالك لم تسمع منه حديث العطارة1 الذي روى لنا النضر بن شميل؟ قال لي: اسكت فأنا لقيت زياد بن ميمون، وعبد الرحمن بن مهدي2 فسألناه فقلنا له: هذه الأحاديث التي ترويها عن أنس؟ فقال: أرأيتما رجل يذنب فيتوب أليس يتوب الله عليه؟ قال قلنا: نعم. قال: ما سمعت من أنس، من ذا قليلا ولا كثيرًا إن كان لا يعلم الناس فأنتما لا تعلمان3 أني لم ألق أنسًا.
قال أبو داود: فبلغنا، بعد، أنه يروي. فأتيناه أنا وعبد الرحمن فقال: أتوب ثم كان بعدُ يحدث، فتركناه.
__________
1 "حديث العطارة" قال القاضي عياض رحمه الله: هو حديث رواه زياد بن ميمون هذا عن أنس: أن امرأة يقال لها: الحولاء، عطارة كانت بالمدينة, فدخلت على عائشة رضي الله عنها وذكرت خبرها مع زوجها, وأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لها فضل الزوج, وهو حديث طويل غير صحيح.
2 "وعبد الرحمن بن مهدي" مرفوع معطوف على الضمير في قوله لقيت.
3 "فأنتما لا تعلمان" هكذا وقع في الأصول, ومعناه: فأنتما تعلمان. فيجوز أن تكون لا زائدة, معناه: أفأنتما لا تعلمان؟ ويكون استفهام تقرير، وحذف همزة الاستفهام.

الصفحة 17