كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

الذين أسرفوا على أنفسكم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم " وأما ما رقي إلى الحضرة المطهرة عن العبد في كثرة الأموال وجمعها فذلك طباع ولد آدم في حب اللجين والعسجد وما عليه في الدنيا يعتمد نعوذ بالله أن يكون ذاك لمضادة أو مقاومة أو مكاثرة أو مقابلة لكنها معدة للجهاد في أعداء أمير المؤمنين ومبذولة في نصرة أوليائه المخلصين إذ يقول تعالى وله المثل الأعلى " وأَعدُّوا لهم ما استطعتم من قوَّة ومن رباط الخيل تُرهبون بهِ عدوّ الله وعدوَّكم " ولقد قرئ على العبد القرآن العظيم فوجده منوطاً بطاعة امام الزمان وهو ولي العفو والغفران عن أهل الاساءة والعدوان مكرراً لقول الملك الديان " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبُّ المحسنين ". وأنفذ هو الجواب صحبة الرسول الواصل بعد إكرامه وطلع عقيب ذلك إلى قلعة حلب في يوم الأربعاء لعشر خلون من جمادى الأولى وبات ليلة الجمعة واقشعر جسمه وقت صلاة الظهر واشتدت به الحمى فأحضر طبيباً من حلب وشرح له حاله فوصف له مسهلاً فلما حضر لم تطب نفسه لشربه ولحقه فالج في يده اليمنى ورجله اليمنى وزاد قلقه وقضى نحبه في الثلاث الأخير من ليلة الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 436.

الصفحة 126