كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

والفتك بالمقدمين من الوزراء والقواد وأكابر الأجناد وعدل عن حسن السياسة والسداد وزاد خوف خدمه وخواصه منه واستوحشوا من فعله وشكا المقدمون والوجوه إلى أخته ست الملك بنت العزيز بالله هذه الأحوال فأنكرت ما أنكروه وأكبرت ما أكبروه واعترفت بصحة ما شكوه وحقيقة ما كرهوه ووعدتهم احسان التدبير في كف شره واجمال النظر في أموره وأمره ولم تجد فيه حيلة يحسم بها داؤه إلا العمل على إهلاكه وكف أذاه بعدمه وأعملت الرأي في ذلك وأسرته في انفس إلى أن وجدت الفرصة متسهلة فابتدرتها والعرة باديةً فاهتبلتها ورتبت له من اغتاله في بعض مقاصده وأخفى مظانه فأتى عليه وأخفى أمره إلى أن ظهر في عيد النحر من سنة 411. وقال المغالون في المذهب أنه غائب في سره ولا بد أن يؤوب ومستتر في غيبه ولا بد أن يرجع إلى منصبه ويثوب وكان مولده بالقاهرة ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 375 وولي الأمر وعمره عشر سنين وستة أشهر وستة أيام وفقد في العشر الأول من شوال سنة 411 وعمره ست وثلاثون سنة ومدة أيامه خمس وعشرون سنة وشهران وأيام ونقش خاتمه بنصر الاله العلي ينتصر الامام أبو علي وكان غليظ الطبع قاسي القلب سفاكاً للدماء قبيح السيرة مذموم السياسة شديد التعجرف والاقدام على القتل غير محافظ على حرمة خادم ناصح ولا صاحب مناصح. وقام في الأمر بعده ولده أبو الحسن علي الظاهر لاعزاز الله وأخذت له البيعة بعد أبيه في يوم عيد النحر من سنة 411

الصفحة 128