كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

واستقامت الأمور بعد ميلها وأمنت النفوس بعد وجلها وحسنت السيرة بعد قبحها وارتضيت السياسة بعد النفور عنها ورد تدبير الأعمال والنظر فيها وتسديد الأحوال ولم ما تشعث منها إلى الوزير صفي أمير المؤمنين وخالصته أبي القاسم علي بن أحمد الجرجرائي وكتب له السجل بالتقليد من إنشاء ولي الدولة أبي علي بن خيران متولي الانشاء وقرئ بالحضرة على القواد والمقدمين في ذي الحجة سنة 418 ونسخته بعد البسملة: أما بعد فالحمد لله مطلق الالسن بذكره ومجزل النعم بشكره ومصرف الأمور على حكم إرادته وأمره الذي استحمد بالطول والنعماء وتمجد بالحكمة والسناء وملك ملكوت الأرض والسماء واستغنى عن الظهراء والوزراء وأكرم عباده بأن جعل تذكرته لهم في صحف مكرمة مرفوعة مظهرة بأيدي سفرة كرام برزةً فسبحان من نظر لخلقه فأحسن وأنعم وعلم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم يحمده أمير المؤمنين حمد مخلص في الحمد والشكر متخصص بشرف الأمانة ونفاذ النهى والأمر ويرغب الله تعالى في الصلاة على نبيه محمد الذي نزل عليه الفرقان ليكون للعالمين نذيراً وعز به الايمان وجعل له من لديه سلطاناً نصيراً وانتخب أبانا علياً أمير المؤمنين أخاً وزيراً وصيره على أمر الدين والدنيا منجداً له وظهيراً صلى الله عليهما وسلم على العترة الزاكية من سلالتهما سلاماً دائماً كثيراً.

الصفحة 129