كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

فسماك بالوزير لموازرتك له على حمل الأعباء ووكد هذا الاسم بالأجل لأنك أجل الوزراء وعزز ذلك بصفي أمير المؤمنين وخالصته إذ كنت أعز الخلصاء والأصفياء وشرفك بالتكنية تسميقاً بك في العلياء ودعا لك بأن يمتعه الله بك ويؤيدك ويعضدك دعاءً يجيبه فيك رب السماء فأنت الوزير الأجل صفي أمير المؤمنين وخالصته المحبو بالمن الجسيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وأمر أمير المؤمنين بأن تدعى بهذه الأسماء وتخاطب وتكتب بها عن نفسك وتكاتب ورسم ذكر ذلك فيما يجري من المحاورات واثباته في ضروب المكاتبات ليثبت ثبوت الاستقرار ويبقى وسمه على مر الليالي والنهار فأحمد الله تبارك وتعالى على تمييز أمير المؤمنين لك بتشريفه واختصاصه واجلاله إياك أعلى محال خواصه وأجر على سننك الحميد في خدمته ومذهبك الرشيد في مناصحته إذ كان قد فوض إليك أمر وزارته وجعلك الوسيط بينه وبين أوليائه وأنصار دعوته وولاة أعمال مملكته وكتاب دواوينه وسائر عبيده ورعيته شرقاً وغرباً وقرباً وبعداً وأمضى توقيع من تنصبه للتوقيع عن أمير المؤمنين في الإخراج والإنفاق والايجاب والاطلاق وناط بك أزمة الحل والعقد والابرام والنقض والقبض والبسط والاثبات والحط والتصريف والصرف تفويضاً إلى أمانتك التي لا يقدح فيها معاب وسكوناً إلى ثقتك التي لا يلم بها ارتياب وعلماً بأنك تورد وتصدر عن علم وحزم تفوق فيهما كل مقاوم ولا تأخذك في المناصحة لأمير المؤمنين والاحتياط له لومة لائم وجميع ما يوصي به غيرك ليكون له تذكرةً وعليه حجة فهو مستغنىً عنه معك لأنك تغني بفرط معرفتك عن التعريف ولا تحتاج مع وقوفك على الصواب وعلمك به إلى توقيف غير إن أمير المؤمنين يؤكد عليك الأمر بحسن النظر

الصفحة 131