كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

ولم تزل الأخبار متواترة من ناحية العراق بظهور المظفر أبي الحرث أرسلان الفساسيري وقوة شوكته وكثرة عدته وغلبة أمره على الامام القائم بأمر الله أمير المؤمنين وقهر نوابه وامتهان خاصته وأصحابه وخوفهم من شره حتى أمضى أمره إلى أن يأخذ الجاني من حرم الخلافة ويفعل ما يشاء ولا يمانع له ولا يدافع عنه. وقد شرح الخطيب أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت البغدادي رحمه الله في أخبار أهل بغداد ما قال فيه: ولم يزل أمر القائم بأمر الله أمير المؤمنين مستقيماً إلى أن قبض عيه أرسلان الفساسيري في سنة 450 وهو واحد من الغلمان الأتراك عظم أمره واستفحل شأنه لعدم نظرائه من الغلمان الأتراك والمقدمين والاسفهسلارية إلا إنه استولى على العباد والأعمال ومد يده في جباية الأموال وشاع بالهيبة أمره وانتشر بالقهر ذكره وتهيبته العرب والعجم ودعي له على كثير من منابر الأعمال

الصفحة 143