كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

عمامة تحتها قلنسوة الأتراك عراضه وبين يديه....... وضرب له قريش خيمةً في الجانب الغربي فدخلها وأحدق به خدمه وماشى الوزير رئيس الرؤساء أبا القسم بن مسلمة الفساسيري ويده قابضة على يده وكمه وقبض على قاضي القضاة الدامغاني وجماعة معه وحملوا إلى الحريم الطاهري وقيد الوزير والقاضي. فلما كان يوم الجمعة الرابع عشر من ذي الحجة لم يخطب بجامع الخليفة وخطب في سائر الجوامع للمستنصر صاحب مصر وفي هذا اليوم انقطعت الدعوة لبني العباس في بغداد
ولما كان اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة أخرج الخليفة القائم بأمر الله من الموضع الذي كان فيه وحمل إلى الأنبار ومنها إلى الحديثة في الفرات فجلس هناك وكان صاحب الحديثة الأمين مهارش هو المتولي لخدمة الخليفة فيها بنفسه وكان حسن الطريقة. ولما كان يوم الاثنين من ذي الحجة شهر الوزير رئيس الرؤساء وزير الخليفة على جمل وطيف به في محال الجانب الغربي ثم صلب بباب الطاق وخراسان وجعل على فكيه كلابان من حديد على جدع فمات رحمه الله بعد صلاة العصر وأطلق القاضي الدامغاني بمال قرر عليه.

الصفحة 148