كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

ولاية الفتكين المعزي لدمشق في بقية سنة 363 وما بعدها وشرح السبب في ذلك
قد مضى ذكر ما جرى عليها أمر القائد ريان المعزي الخادم في تولية أمر دمشق وما شاهده من أمر الفتن الحادثة فيها واتصال الحروب بها وما اعتمده من النظر في تسديد أحوالها وتدارك اصلاح اختلالها بعد ذلك وتسكين نفوس من بها. ووافق هذه الحال ما تناصرت به الأخبار من بغداد من اشتداد الفتن والوقائع بين الديلم والأتراك وما كان من عصيان الحاجب سبكتكين المعزي مقدم الأتراك على عز الدولة بختيار بن مولاه معز الدولة أبي الحسين بن بويه الديلمي وما حدث من موت الحاجب سبكتكين المذكور ورد الأمر في التقدم على الأتراك إلى الحاجب أبي منصور الفتكين المعزي والرئاسة عليهم لسكونهم إلى سداده وجميل فعله في الأعمال واقتصادهم واعتمادهم عليه في اخماد ثائرة الفتنة وسكنت نفوس الأجناد ببغداد
وفي ذي القعدة من سنة 363 وردت الأخبار بخلع المطيع لله واستخلاف ولده الطائع لله عند اشتداد الفتنة بين الديلم والأتراك وأقام على هذه الحال برهةً خفيفةً ثم ثارت الفتنة واتصلت الحوادث

الصفحة 21