كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

قسام هذا أصله من قرية بجبل سنير يقال لها تلفيتا من قوم يقال لهم الحارثون بطن من العرب نشأ بدمشق وكان يعمل في التراب ثم انه صحب رجلاً يقال له ابن الجسطار من مقدمي الأحداث وحملة السلاح وطالبي الشر فصار من حزبه وتزايد أمره إلى ما انتهى إليه

ولاية بكجور لدمشق والسبب في ذلك في سنة 372
كان من ابتداء أمر بكجور ما ذكر انه كان غلاماً مملوكاً لفرغويه أحد غلمان سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب وكان فرغويه قد غلب على أمر حلب بعد وفاة سيف الدولة ومنع ولده سعد الدولة أبا المعالي منها ودفعه عنها فسار أبو المعالي إلى حماة ورفنية وكان ينزل مهماً في عسكره. وكانت الروم قد خربت حمصاً وأعمالها ونزل رقتاش التركي غلام سيف الدولة من حصن برزويه فلقي مولاه أبا المعالي وسار معه ونزل على حمص وشرع في عمارتها ولم شعثها لأن الروم لما ملكتها أفسدت أعمالها في النوبة الأولى عند خروجهم في سنة 358 على غفلة من أهلها وغرة ممن بها واجتهد رقتاش في عمارتها وتحصينها وأبو المعالي يقوي أمره بها ويشد شوكته فيها. وكان فرغويه قد استناب بكجور في حلب فلما قوي أمره قبض على مولاه وحبسه في قلعة حلب وملك البلد وأقام تقدير ست سنين. وكوتب أبو المعالي من حلب وأطمع في

الصفحة 48