كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

ولو عاد هذا البدوي إلى أهله وأحس بكجور بما فيه لأعطاه الرغائب على تخليصه ولا تأمن أن يقبل ذاك منه والذي طلبه هذا البدوي مبذول له وما ضرنا الاحتياط في التمسك به إلى أن يوافينا فنعطيه حينئذ ونفي له بما وعدناه. فقال: أحسنت يا أبا محمد لله درك. ولم يمض ساعات حتى عادت النجب مبشرةً بحصول بكجور ووافى بعدها إقبال الشفيعي وهو معه فوقف به من وراء السرادق واستأذنه في إدخاله إليه وأنفذ سعد الدولة إلى لؤلؤ وقال له: ما رأيك في بكجور؟ قال: ضرب عنقه لوقته لو جاءت سناء الزينة الناس يعني أخت سعد الدولة واستوهبته منك فوهبته لها لكان لنا شغل محدد. فأمر سعد الدولة فرجاً العدلي فكان سيافه فضرب عنقه وعنق ابن الخفاني وكان قد حصل في الأسر وحملها إلى الموضع المعروف بحصن الناعورة فصلبهما بأرجلهما. وسار سعد الدولة إلى الرقة فنزل عليها وفيها سلامة الرشيقي وأبو الحسن المغربي وأولاد بكجور وحرمه وأمواله وأرسل سلامة بتسليم البلد فأجابه فإني عبدك وعبد عبدك إلا أن لبكجور علي عهوداً فمواثيق لا مخلص لي عند الله منها إلا بأجد أمرين أما أن تذم لأولاده على نفوسهم وأموالهم وتقتصر فيما تأخذه على الآت الحرب والعدد وتحلف لي ولهم على ذلك وأما أن أبلي عذراً عند الله عز وجل فيما عقدته لبكجور فأجابه سعد الدولة إلى ما اشترطه وحلف له يميناً عملها أبو الحسن ابن المغربي. وكان سعد الدولة قد أباح دمه فهرب إلى الكوفة وأقام بمشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام. ولما توثق سلامة سلم حصن الرافقة وخرج القوم ومعهم من المال والرحل الشيء الكثير وسعد الدولة يشاهدهم من وراء سرادقه وبين يديه ابن أبي حصين القاضي فقال له: ما ظننت

الصفحة 64