كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي (اسم الجزء: 1)

بالثمن البخس لأن جيش بن الصمصامة المقدم نادى في معسكره بألا يبتاع أحمد من العرب الا ما عرفه وكان مأخوذاً منه فلم يجد الا ما أخذه أصحابه. وحصل ولدا الدوقس في أسر بعض المسلمين فابتاعهما جيش بن الصمصامة المقدم منه بستة ألف دينار وأخذهما إليه وأقام على حصن أفامية أسبوعاً وحمل إلى مصر عشرة ألف راس وألفي رجل من الأسرى إلى باب أنطاكية ونهب الرساتيق وأحرق القرى وانصرف منكفياً إلى دمشق. وقد عظمت هيبته فاستقبله أشرافها ورؤساؤها وأحداثها مهنئين وداعين له فتلقاهم بالشماسية وزادهم من الكرامة وخلع عليهم وعلى وجوه الأحداث وحملهم على الخيل والبغال ووهب لهم الجواري والغلمان وعسكر بظاهر البلد وخاطبوه في الدخول والجواز في الأسواق وقد كانوا زينوها اظهاراً للسرور به والتقرب إليه فلم يفعل وقال: معي عسكر وإن دخلت دخلوا معي ولم أمن أن يمدوا أيديهم إلى ما يثقل به الوطأة منهم. والتمس أن يخلوا له قريةً على باب دمشق تعرف ببيت لهيا ليكون نزوله بها فأجابوه إلى ذلك

الصفحة 86