كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

خيبر وكان بعضها عنوة (¬1) وبعضها صلحًا ففتح أحد جانبيها صلحًا، وتحصن (¬2) أهل الجانب الآخر، فحصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر يومًا، فسألوه الصلح، وأرسل ابن أبي الحُقَيق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل فأكلمك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"، فنزل ابن أبي الحُقَيق فصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حَقْن دماء مَن في حصونهم من المقاتلة، وترك الذرية لهم (¬3)، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، ويُخَلُّون بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ما كان لهم من مال وأرض، وعلى الصفراء والبيضاء (¬4) والكُراع (¬5) والحَلْقة (¬6)، إلا ثوبًا على ظهر إنسان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَبَرِئَت مِنْكُم ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إنْ كَتَمتُمُونِي شَيْئًا" فصالحوه على ذلك (¬7).
قال حماد بن سلمة: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم، فغلبَ على الزرع والأرض والنخل، فصالحوه على أن يُجلوا منها،
¬__________
= الأصول (2/ 644).
(¬1) أي قهرًا. القاموس (1696)، وطلبة الطلبة (153).
(¬2) وفي "ب": "وعصى".
(¬3) في "ب": "وترك الذرية".
(¬4) الصفراء: الذهب، البيضاء: الفضة. القاموس (445 و 822)، عون المعبود (8/ 239)، جامع الأصول (2/ 644).
(¬5) الكُراع: الخيل. مختار الصحاح (567)، طلبة الطلبة (148).
(¬6) الحَلْقة: الدرع. القاموس (1130)، مختار الصحاح (149).
(¬7) سيأتي تخريجه في الحديث الذي يليه.

الصفحة 15