كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
أسامة وزيدًا وعليهما قطيفة، قد غطيا رؤوسهما (¬1)، وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض" (¬2). وفي لفظ: دخل قائف والنبي - صلى الله عليه وسلم - ساجد (¬3)، وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبر به عائشة" (¬4) متفق عليهما، وذلك يدل على أن إلحاق القافة يفيد النسب، لسرور النبي - صلى الله عليه وسلم - به، وهو لا يسر بباطل (¬5)
فإن قيل: النسب كان ثابتًا بالفراش، فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - بموافقة قول القائف للفراش (¬6)، لا أنه أثبت النسب بقوله (¬7).
قيل: نعم، النسب كان ثابتًا بالفراش (¬8)، وكان الناس يقدحون في نسبه، لكونه أسود وأبوه أبيض (¬9)، فلما شهد القائف بأن تلك الأقدام
¬__________
(¬1) في "ب": "علت على رؤوسهما".
(¬2) البخاري رقم (6771) (12/ 57)، ومسلم رقم (1459) مكرر (10/ 294) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(¬3) هكذا "ساجد". والصواب "شاهد"، انظر: صحيح مسلم (10/ 294).
(¬4) سبق تخريجه قريبًا واللفظ لمسلم رقم (1459) مكرر.
(¬5) انظر: المحلَّى (9/ 435)، عارضة الأحوذي (8/ 291)، شرح الأبي لمسلم (5/ 150)، فتح الباري (12/ 58)، تهذيب الفروق (4/ 165)، حاشية السندي على النسائي (6/ 185).
(¬6) في "ب": "للقرائن".
(¬7) انظر: المبسوط (17/ 70)، عمدة القاري (19/ 242)، شرح الأبي لمسلم (5/ 150).
(¬8) في "ب": "للقرائن".
(¬9) انظر: المنتقى للمجد ابن تيمية (6/ 335) مع "نيل الأوطار"، مختصر سنن =