كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لكنه يحبها ويرضاها ويطهرها لخواصه وحواشيه، ويحني على مهديها
[. . .] (1) كهدية كثيرة العدد والقدر جدا، لا تقع عنده موقعا، ولكن
لكرمه وجوده لا يضيع ثواب مهديها، بل يعطيه عليها أضعافها وأضعاف
أضعافها، فليس قبوله لهذه الهدية مثل قبول الاولى.
ولهذا قال ابن عمر وغيره من الصحابة: "لو أعلم أن الله قبل مني
سجدة واحدة، لم يكن غائب أحب إلي من الموت " (2).
إنما يريد به القبول الخاص، وإلا فقبول العطاء والجزاء حاصل
لاكثر الاعمال.
والقبول [ثلاثة] (3) أنواع: قبول رضا ومحبة واعتداد ومباهاة، وئناء
على العامل به بين الملأ الاعلى.
وقبول جزاء وثواب، وان لم يقع موقع الأول.
وقبول إسقاط للعقاب فقط، وان لم يترتب عليه ثواب وجزاء،
كقبول صلاة من لم يحضر قلبه في شيء منها، فانه ليس له من صلاته إلا
ما عقل منها، فانها تسقط الفرض، ولا! يساب عليها.
وكذلك صلاة الابق، وصلاة من اتى عرافا [وصدقه] (4)، فإن النص
(1)
(2)
(3)
(4)
في الاصل مقدار كلمتين لم تتضح لي، وفي طبعة الشيخ محمد حامد الفقي
رحمه الله لهذا الكتاب: "وجمشي على مهديها في كلمات " فكأنه قرأها هكذا،
ومن جاء بعد الشيخ ممن نشر هذا الكتاب أثبتها كما ثبتها الشيخ.
رواه ابن عساكر كما في الدر المنثور (2/ 301)، آية المائدة (27): <إئما
يتقنل لله من المتقين! >.
في الاصل: "يليه"، وهو تصحيف.
في الاصل: و"صدقته"، والصواب ما ثبته.
14