كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قد دل على أن صلاة هؤلاء [لا] (1) تقبل (2)، [6/ 1] ومع هذا فلا يؤمرون
بالاعادة، لان عدم قبول صلاتهم؛ إنما هو في عدم حصول الثواب، لا
في سقوطها من ذمتهم.
والاعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الايمان والمحبة
والتعظيم والاجلال، وقصد وجه المعبود وحده، دون شيء من الحظوظ
سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا
يحصيه إلا الله تعالى.
وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة، فبين العملين من [الفضل] (3)
بحسب ما يتفاضلان في المتابعة، فتتفاضل الاعمال بحسب تجريد
الاخلاص والمتابعة، تفاضلا لا يحصيه إلا الله تعالى.
وينضاف هذا إلى كون أحد العملين أحب إلى الله في نفسه.
مثاله: الجهاد وبذل النفس لله تعالى، هو من أحب الاعمال إلى الله
تعالى، ويقترن به تجريد الاخلاص والمتابعة، وكذلك الصلاة والعلم
وقراءة القرآن، فاذا فضل العمل في نفسه، وفضل قصد صاحبه
وإخلاصه، وتجردت متابعته: لم يمتنع أن يكون العمل الواحد فضل من
سبعين، بل وسبعمائة من نوعه.
(1)
(2)
(3)
ساقطة من الاصل، ولعله بسبب انتقال النظر، فقد كتبت الكلمة التي قبلها مع
التي بعده هكذا: "هؤلاء تقبل ".
يشير إلى حديث: "إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة " رواه مسلم (227)،
وحديث: "من أتى عزافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة ربعين ليلة " رواه
مسلم (5782).
في الاصل: "الفضلات"، والصواب ما أثبته.
15

الصفحة 15