كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فتامل هذا فانه يزيل عنك إشكالات كثيرة، ويطلعك على سر العمل
والفضل، وأن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، يضع فضله
مواضعه، وهو أعلم بالشاكرين.
2/ 61] ولا تلتفت إلى ما يقول - من غلظ حجابه من المتكلمين
والمتكلفين -: إنه يجوز أن يكون العملان متساويين من جميع الوجوه،
لا تفاضل بينهما، وجمتيب الله على أحدهما أضعاف أضعاف ما صييتيب على
الاخر، بل يجوز أن جمتيب على أحدهما دون الاخر، بل يجوز أن جمتيب
على هذا، ويعاقب على هذا، مع فرض الاستواء من كل وجه.
وهذا قول من ليس له فقه في أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا فقه
في شرعه وأمره، ولا فقه في أعمال القلوب وحقائق الايمان بالله، وبالله
التوفيق.
إذا عرفت ذلك: فلا يمتنع ان تكون الصلاة التي أوقعها فاعلها على
وجه الكمال، حتى أتى بسواكها، الذي هو مطهرة لمجاري اي القران
وذكر الله، ومرضاة الرب واتباع السنة، والحرص على حفط هذه الحرمة
الواحدة، التي أكثر النفوس تهملها ولا تلتفت إليها، حتى كأنها غير
مشروعة ولا محبوبة، لكن عندها (1)، فحاقظ عليها هذا المصلي وأتى
بها توددا وتحببا إلى الله تعالى، واتباعا لسنة رسول الله! يم؛ فلا يبعد أ ن
تكون صلاة هذا أحب إلى الله من سبعين صلاة تجردت عن ذلك، والله
أعلم.
(1) كذا في الاصل: "ولا محبوبة لكن عندها"، وفي نسخة الشيخ الفقي رحمه الله
ومن نشر هذا الكتاب بعده: "ولا محبوبة، لكن المصلي اعتدها"، والذي أثبته
المعلمي رحمه الله في نسخته: "ولا محبوبة لله فحافط عليها هذا المصلي ".
16