كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وكذلك [7/ 2] قوله: " ورضا نفسه " وهو يتضمن أمرين عظيمين:
أحدهما: أن يكون المراد تسبيحا هو [في] (1) العظمة والجلال
مساو لرضا نفسه، كما أنه في الاول مخبر عن تسبيح مساو لعدد حلقه،
ولا ريب أن رضا نفس الرب أمر لا نهاية له في العظمة و لوصف،
والتسبيح ئناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم والتنزيه.
فاذا كانت أوصاف كماله ونعوت جلاله لا نهاية لها ولا غاية، بل
هي أعظم من ذلك وأجل، كان الثناء عليه بها كذلك، إذ هو تابع لها
إخبارا وإنشاء. وهذا المعنى ينتظم بالمعنى الاول من غير عكس.
وإذا كان إحسانه وثوابه وبركته وخيره لا منتهى له، وهو من
موجبات رضاه وثمرته فكيف بصفة الرضا؟
وفي الاثر: "إذا باركت لم يكن لبركتي منتهى " (2)، فكيف بالصفة
التي صدرت عنها البركة؟
والرضا يستلزم المحبة والاحسان والجود والبر والعفو والصفح
والمغفرة والرحمة.
والخلق يستلزم العلم والقدرة والارادة والحياة والحكمة.
وكل ذلك داخل في رضا نفسه، وصفة حلقه.
وقوله: " وزنة عرشه " فيه إئبات العرش، واضافته إلى الرب سبحانه
(1)
(2)
في الاصل: "والعظمة"، والتصويب من نسخة المعلمي.
هو في الزهد للامام احمد (ص 52)، و لحلية لأبي نعيم (4/ 41)، وأورده
المؤلف وعزاه للزهد للامام احمد قي: الجواب الكافي (ص 24، 132).
18

الصفحة 18