كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وتعالى، و نه أثقل المخلوقات على الاطلاق، إذ لو كان شيء أثقل منه
لوزن به التسبيح، وهذا يرد على من يقول: إن العرلش [8/ 1] ليس بثقيل
ولا خفيف. وهذا لم يعرف العرلش، ولا قدره حق قدره.
فالتضعيف الاول: للعدد والكمية.
والثاني: للصفة والكيفية.
والثالث: للعظم والثفل وكبر المقدار.
وقوله: " ومداد كلماته " هذا يعم الاقسام الثلاثة ويشملها، فان مداد
كلماته سبحانه وتعالى لا نهاية لقدره، ولا لصفته، ولا لعدده.
قال تعالى: < لو؟ ن البخر مداصا ل! ت ريى لنفد البحزقئل ان شفد! ت
ربى ولو جئنا يمثله - مدصا!) [ا لكهف: 9 0 1].
وقال تعا لى: < ولوائما فى الا، صى من شبرؤء أقلم وا لبخر يمدلم من بد-
ستعة أئحر ما نفدب! ت الله إن الله ضىلزحكيم > [لقمان: 27].
ومعنى هذا أنه لو فرض البحر مدادا، وبعده سبعة أبحر تمده، كلها
مدادا، وجميع أشجار الارض اقلاما - وهو ما قام منها على ساق من
النبات والاشجار المثمرة، وغير المثمرة - والاقلام تستمد بذلك المداد
فتفنى البحار والأقلام، وكلمات الرب لا تفنى ولا تنفد.
" فسبحان الله وبحمده عدد حلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد
كلماته ".
فأين هذا من وصف من يصفه بأنه ما يملم، ولا يتكلم، ولا يقوم به
كلام أصلا؟
19