كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
وسألت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط، من غير أ ن
ينظر في سنده؟
فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع من معرفة السنن
الصحيحة، وحلطت بدمه ولحمه، وصار له فيها ملكة، وصار له
اختصاص شديد بمعرفة السنن والاثار، ومعرفة سيرة رسول الله لمجيم
وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه ويدعو إليه، ويحبه ويكرهه،
ويشرعه للأمة بحيث كانه مخالط للرسول ع! ي!، بين اصحابه.
ومثل هذا يعرف من أحوال الرسول ع! ي! وهديه وكلامه، وما يجوز
أن يخبر [11/ 1] به، ولا يجوز، ما لا يعرفه غيره.
وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فللاخص به، الحريص على تتبع
أقواله و فعاله في العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه، وما لا
يصح، ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم،
يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم، والله أعلم.
] (1)
ومن ذلك: ما روى جعمر بن [جسر عن ابيه، عن لابت، عن
نس يرفعه: "من قال: سبحان الله وبحمده، غرس الله له الف ألف نخلة
في الجنه، اصلها ذهب. . . " (2).
وجعفر هذا، هو: جعفر بن [جسر] (3) بن فرقد، أبو سلمان
(1) في الاصل: "حسن"، والصواب ما ثبته.
(2) رواه ابن عدي في الكامل (2/ 0 15)، وانظر: ميزان الاعتدال (1/ 4 0 4).
(3) في الاصل: "حسن"، والصواب ما ثبته.
26

الصفحة 26