كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه راه على خلقة عظيمة، وهو من
أقدم الناس.
الوجه الثاني: أنه لو كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة،
ولم ينقل هذا أحد.
الوجه الثالث: انه قد اتفق العلماء أن نوحا لما نزل [من] (1) السفينة
[مات] (2) من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح،
والدليل على هذا قوله تعالى: < وجعفاناذتيتإ هو نباقين!) [الصافات: 77]
وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح.
الوجه الرابع: أن هذا لو كان صحيحا ن بشزا من بني ادم يعيش من
حين يولد إلى اخر الدهر، ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الايات
والعجائب، وكان خبره في القران مذكورا في غير موضع؛ لانه من أعظم
ايات الربوبية، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى من استحياه ألف سنة إلا
خمسين عافا، وجعله اية، فكينس بمن أحياه إلى اخر الدهر، ولهذا قال
بعض أهل العلم: ما لقى هذا بين الناس إلا شيطان (3).
[1/ 21] الوجه الخامس: أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا
علم، وذلك حرام بنص القران.
أما المقدمة الثانية فظاهرة.
وأما الاولى: فان حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القران، أو السنة،
(1)
(2)
(3)
في الاصل: "في"، و لتصويب من نسخة مد.
في الاصل: "فمات"، والتصويب من نسخة المعلمي.
تقدم عزوه (ص 64)، ولا يزال الكلام لابن الجوزي.
67

الصفحة 67