كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أو إجماع الامة.
فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر، وهذه سنة رسول الله ع! ي!
فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه، وهؤلاء علماء الامة هل أجمعوا على
حياته؟
الوجه السادس: أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات
منقولة، يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر، فيالله العجب، هل للخضر
علامة يعرفه بها من رآه؟ وكثير من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر،
ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله، فأين للرائي أ ن
المخبر له صادق لا يكذب.
الوجه السابع: أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن،
ولم يصاحبه، وقال: < هذا قرا! بيني! يدنئأ) [الكهف: 78] فكيف يرضى
لنفسه بمفارقته لمثل موسى، ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن
الشريعة، الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم، ولا
يعرفون من الشريعة شيئا، وكل منهم يقول: قال لي الخضر، وجاءني
الخضر، و وصاني الخضر. فيا عجبا له يفارق كليم الله تعالى، ويدور
على صجبة الجهال، ومن 2/ 211] لا يعرف كيف يتوضا، ولا كيف
يصلي؟ إ.
الوجه الثامن: أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول: أنا الخضر، لو
قال: سمعت رسول الله ع! ي! يقول كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله، ولم
يحتج به في الدين، إلا ن يقال: إنه لم يات إلى رسول الله لمجي! ولا بايعه،
أو يقول هذا الجاهل: إنه لم يرسل إليه، وقي هذا من الكفر ما فيه.
68

الصفحة 68