كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
ومنها: أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على
، (1) (2)
بطلانه. كحديث عوج بن عنق الطويل، الذي قصد واضعه الطعن
في أخبار الانبياء، فإنهم يجترئون على هذه الاخبار.
فان في هذا الحديث: أن طوله كان ثلاثة الاف ذراع، وثلاث مئة
وثلاثة وثلاثين وثلثما، وان نوحا لما خوفه الغرق قال له: احملني في
قصعتك هذه، وأن الطوفان لم يصل إلى كعبه، و نه خاض البحر فوصل
إلى حجزته، وأنه كان يأخذ الحوت من قرار البحر فيشويه في عين
الشمس، [22/ 1] وأنه قلع صخرق عظيمة على قدر عسكر موسى، وأراد
أن يرضهم بها، فطوقها الله في عنقه مثل الطوق.
وليس العجب من جر ة مثل هذا الكذاب على الله، إنما العجب ممن
يدخل هذا الحديث في كتب العلم، من التفسير وغيره، ولا يبين أمره.
وهذا عندهم ليس من ذرية نوح، وقد قال الله تعالى: <وجعفناذرتي
! تباقين! > [الصافات: 77].
قاخبر أن كل من بقي على وجه الارض من ذرية نوح، فلو كان
لعوج وجود، لم يبق بعد نوح.
و يضا ق! ن النبي ع! يم قال: "خلق الله ادم، وطوله في السماء ستون
(1)
(2)
ينظر: القاموس وشرحه تاج العروس حول اسم والد عوج، وهل هو عنق، أ و
عوق؟
للسيوطي رسالة في خبر عوج اسمها "الاوج في خبر عوج" في الحاوي
للفتاوي (2/ 586) أورد فيها كلام ابن القيم هذا كاملا وعزاه له.
70

الصفحة 70