كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

شئنا" (1). فكيف يضع عنهم الجزية التي يصير لاهل الذمة بها
عهد [27/ 2] لازم مؤبد، ثم لا مريتبت لهم أمانا لازما مؤبدا.
السادس: أن نقل هذا مما تتوفر الدواعي على نقله، فكيف يكون قد
وقع ولا يكون علمه عند حملة السنة من أصحابه، والتابعين، وأئمة
الحديث، وينفرد بعلمه ونقله اليهود.
السابع: أن أهل خيبر لم يتقدم لهم من الاحسان ما [يوجب] (2)
وضع الجزية عنهم؛ فإنهم حاربوا الله ورسوله، قاتلوه، وقاتلوا
أصحابه، وسلوا السيوف في وجوههم، وسموا النبي! ي!، واووا أعداءه
المحاربين له المحرضين على قتاله، فمن أين يقع هذا الاعتناء بهم،
وإسقاط هذا الفرض الذي جعله الله عقوبة لمن لم يدن منهم بدين
الاسلام.
الثامن: أن النبي ع! يم لم يسقطها عن الابعدين عنه مع [عدم] (3)
معاداتهم له؛ كأهل اليمن، و هل نجران، فكيف يضعها عن جيرانه
الادنين مع شدة معاداتهم له، وكفرهم، وعنادهم، ومن المعلوم أنه كلما
اشتد كفر الطائفة، وتغلظت عداوتهم، كانوا أحق بالعقوبة، لا بإسقاط
الجزية.
التاسع: ن النبي ع! مم لو أسقط عنهم - كما ذكروا - الجزية؛ لكانوا
من أحسن الكفار حالا، ولم يحسن بعد ذلك أن يشترط لهم إخراجهم
(1) رواه البخاري (2338)، ومسلم (4 394).
(2) الاصل " يؤدي " والمثبت من نسخة المعلمي.
(3) ما بين المعكوفين ساقط من الاصل، والتصويب من نسخة المعلمي.
93

الصفحة 93