كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

عنها، وما ضمنه مؤلفه من فوائد ونفائس قد لا توجد في كتاب في
موضوعه، وهو مع صغر حجمه إلا أنه معدود عند العلماء المتخصصين
في الحديث وعلومه من الكتب ذات الشأن في بابه.
وسبب ذلك التميز ما سياتي بيانه في "موضوع الكتاب "، وأعظم
ذلك أنه اجتهد رحمة الله عليه في محاولة ضبط الموضوع من الحديث
بضوابط، يسهل فيها على طالب العلم والعالم على حد سواء حفظ هذا
الضابط الذي يندرج تحته أحاديث لا تكاد تحفظ في باب الموضوع إلا
للحفاظ من أهل العلم بالحديث (1).
ومن الادلة على أهمية هذا الكتاب في بابه نجد العلامة علي بن
محمدبن سلطان المشهور بالملا علي القاري، المتوفى سنة
(1014 هـ) - وهو ممن ألف في الموضوعات - ينقل جواب! ابن القيم
على السؤال الثاني: معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في
سنده، ويختم بهذا النقل كتابه، وهو أطول الاجوبة الثلاثة في كتاب ابن
القيم، وما ذاك إلا ن الملا علي القاري رأى أهمية كلام ابن القيم هذا؛
فأورده كاملأ في كتابه في (76) صحيفة (2)، رحمه الله تعالى.
__________
(1) وجمع هذه الكليات والضوابط وحفظها مهم جذا في تسهيل العلم وضبطه، ومن
احسن ما كتب فيما يتعلق بضبط ما لا يصح من الحديث كتاب العلامة بكر ابو زيد:
التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث، وسلفه في ذلك أئمة منهم العقيلي في
الضعفاء، و شهرهم ابن القيم من حيث قصد التاليف في هذا الباب.
(2) الاسرار المرفوعة في الاخبار الموضوعة، المعروف بالموضوعات الكبرى: ص
(399 - 475).
14

الصفحة 14