كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

مظانها عند الباحثين، لكن هذا شأن العالم الموسوعي الذي يخرج في
جوابه من فن الى اخر.
ومن ذلك أن عرض للكلام عن تفاضل الاعمال، وأن العمل اليسير
قد يكون أحب إلى الله، وان كان العمل الكثير أكثر ثوابا، في دقائق في
هذا الباب في ثنايا الجواب عن السؤال الأول.
وفي جوابه لآخر سؤال عن المهدي المنتظر، فصل القول،
واستطرد (1) في ذكر من ادعى أنه المهدي المنتظر، وفصل القول في
مهدي ومنتظر الرافضة، وكذا اليهود والنصارى، في جواب لم يكن
داخلا ضمن السؤال، ولهذا فالوا: رب جواب يكون أفصل و عظم من
السؤال، ورب سوال أثار علما لم يكن الوصول إليه في الحسبان.
- هذا الكتاب وان عد في كتب الموضوعات، إلا أنني أرى ان هذا
العد يصح على سبيل التجوز، والا فان المؤلف لم يؤلف هذا الكتاب
لسرد الحديث الموضوع فحسب، وانما هو - كما يلاحظ - أجوبة عن
ثلاثة أسئلة كما تقدم، لكن المؤلف لما تطرق للجواب عن الموضوع
ومعرفته أراد أن يؤسس ما هو اعظم من سرد الموضوع بحسب السؤال،
فأورد في جوابه تلك القواعد والضوابط لمعرفة الموضوع، وكليات هذا
الباب، فجوابه هذا يعتبر تأصيلا، ومقدمة لكل من كتب في
الموضوعات على سبيل السرد.
__________
(1) وهذا الاستطراد في كتب ابن القيم عليه رحمة الله يجعلك قد لا تجد القول من
أقواله في مظانه، ومعنى ذلك انه لا بد من فهرسة دقيقة لاقواله وبحوثه رحمه الله،
وقد سد الشيخ العلامة بكر أبو زيد الفراغ في هذا بكتابه: تقريب علوم ابن القيم،
ولعل الفهرس الموسوعي القادم لمؤلفات هذا الامام يقر عين الناظرين.
19

الصفحة 19