كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الكفار.
قال الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ} [الأنعام: 83].
قال مالك: "قال زيد بن أسلم: بالعلم" (¬1).
فعِلْمُ الحجة يرفع درجة صاحبه؛ فإن العلم بالحجج، والقوة على الجهاد، مما رفع الله تعالى به درجات الأنبياء وأتباعهم؛ كما قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال الله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)} [ص: 45].
فالأيدي: القُوَى التي يقدِرون بها على إظهار الحق، و (¬2) أمر الله، وإعلاء كلمته، وجهاد أعدائه. والأبصار: البصائر في دينه، ولهذا يسمِّي الله سبحانه الحُجَّة سلطانًا.
قال ابن عباس: "كل سلطان في القرآن فهو الحجة" (¬3)، كما قال
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1335) رقم (7550) وسنده صحيح.
ولفظه (إنه العلم، يرفع الله به من يشاء).
(¬2) ليس في (مط) (الحق و).
(¬3) أخرجه الفريابي في تفسيره (1/ 390 - كما في الاتقان للسيوطي) والطبري في تفسيره (19/ 146).
من طريق عمار الدهني عن سعيد عن ابن عباس فذكره، وزاد الفريابي: (كل تسبيح في القرآن صلاة).
وجاء من طريق عكرمة عن ابن عباس فذكره.
أخرجه ابن أبي حاتم (9/ 2863) رقم (16232) والطبري (19/ 146) =

الصفحة 120