كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والسَّبَق بفتح السين والباء، وهو الخطر (¬1) الذي وقع عليه الرهان.
وإلى هذا القول ذهب أصحابُ مالك، والشافعيِّ، وأحمدَ (¬2).
* وادَّعت طائفة أنه محكَمٌ غير منسوخ، وأنه ليس مع مُدَّعي نسخه حُجَّة يتعيَّن المصير إليها.
قالوا: والرِّهان لم يُحَرَّم جملة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - راهن في تسبيق الخيل كما تقدَّم، وإنما الرِّهان المحرَّم: الرِّهان على الباطل الذي لا منفعة فيه في الدين، وأما الرهان على ما فيه ظهورُ أعلام الإسلام وأدلَّتُه وبراهينه - كما قد راهنَ عليهِ الصَّديق - فهو من أحقَّ الحق، وهو أَولى بالجواز من الرِّهان على النِّضال وسباق الخيل والإبل، إذ تأثير (¬3) هذا في الدِّين أقوى؛ لأنَّ الدين قام بالحجَّة والبرهان، وبالسيف والسِّنان (¬4)، والمقصد الأوَّل إقامته بالحجَّة، والسيف مِنْ بَعْدُ (¬5).
قالوا: وإذا كان الشَّارعُ قد أباحَ الرِّهان في الرَّمْي، والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلُّم الفُروسية وإعداد القوَّة للجهاد؛ فجواز ذلك في المسابقة والمُبادرة إلى العلم والحجَّة
¬__________
(¬1) في (مط) (الحظ)، قال الحربي في غريبه: "السَّبق: هو الخَطَر الذي يوضع بين أهل السِّباق". (3/ 1117).
(¬2) انظر الإقناع لابن المنذر (2/ 504 - 505)، وشرح السنة للبغوي (10/ 394 - 395)، والتمهيد (14/ 94).
(¬3) في (ح، مط) (أدنى من) بدلًا من (إذ تأثير) وهو خطأ.
(¬4) سقط من (مط، ح).
(¬5) في (ح، مط) (منفِّذ) بدلًا من (من بعد).