كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قالوا: والحديث يُحْتَمَل أن يُرادَ به أن أحقَّ ما بُذِلَ فيه السبق [ح 10] هذه الثلاثة، لكمال نفعها وعموم مصلحتها، فيكون كقوله (¬1): "لا ربا إلا في النَّسيئة" (¬2)، أي: إنَّ الرِّبا الكامل في النسيئة.
قالوا: وأيضًا، فهذا مثل قوله: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" (¬3)، و"لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه
¬__________
(¬1) في (ظ) (فيكون قوله عليه السلام).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه (2069) ومسلم في صحيحه (1596) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
(¬3) هذا المتن رُوي عن جماعة من الصحابة بأسانيد واهية، كأبي هريرة وجابر وعائشة وعلي رضي الله عنهم.
وقد ضعفه ابن الجوزي وابن حزم والبيهقي والعراقي وابن حجر والصغاني والفيروز آبادي وغيرهم.
وقد ورد موقوفًا من قول علي رضي الله عنه عند الشافعي في الأم (8/ 397 - 398) رقم (3279)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (4/ 104). وابنُ أبي شيبة (1/ 303) رقم (3469) وعبد الرزاق (1/ 497) رقم (1915) وغيرهم.
من طريق أَبي حيان عن أبيه عن علي فذكره، وزاد (قيل: ومنْ جار المسجد؟ قال: من أسمعه المنادي).
وفيه والد أبي حيان، وهو: سعيد بن حيَّان - قال الذهبي في الميزان (3/ 194): "لا يكاد يعرف، ... روى له الترمذي حديثًا عن علي وقال فيه غريب". وقال المعلمي: "وزعم بعضهم أنه صحيح عن علي. وليس كذلك؛ فإنه لم يتحقق إدراك سعيد بن حيان لعليّ، بل الظاهر عدمه ... ". الفوائد المجموعة ص 22.
والأثر صححه ابن حزم. وضعفه ابن حجر والمعلمي والألباني، وهو كما =