كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لأنها لم تطاوِعْكَ، وإنما خرج السهمُ من الوتر بنفضةِ الرامي وقوَّته لا بالقوس.
وأما الثُّلث الذي من قِبَل القوس، فالدليل على اعتباره أنك تجد السهم في آخر الثلث (¬1) الأول في ارتفاع إلى أول الثلث الثالث (¬2)، فيأخذ في الهبوط، وذلك من قِبَل السَّهم نفسه؛ لأنَّ طبعه - كما علمت (¬3) - الهبوط، وكان ارتفاعه أوَّلًا بالقوَّة التي أفاده إياها الرامي، واعْتبِرْ هذا بالحجر: ترمي به (¬4) إلى فوق [ح 199] فلا يزال صاعدًا ما دامت قوة الرامي تُمِدُّهُ، فإذا انتهت (¬5) القوة التي أمدَّته في الصعود؛ صارت حركتهُ حينئذ النزول، وهي الحركة الطبيعية له (¬6).
وقالت طائفة أخرى: بل العلَّة الصَّحيحة في ذلك: أنَّ الرامي إذا فوَّقَ السهم في قسمةٍ مستويةٍ لا مرتفعةٍ ولا منخفضةٍ؛ كان العقد [ظ 96] تحت الفُوق أسفل من ذيل (¬7) القوس، فإذا مدَّ واسْتَوْفَى؛ وقعت شدَّة الغمز في الإطلاق تحت الفوق، فلا بدَّ لصدر السهم من أن يرتفعَ يسيرًا بالضَّرورة، فارتفاع صدره يسيرًا (¬8) هو الذي أكسبه ذلك الارتفاع الكثير
¬__________
(¬1) قوله (الذي) إلى (الثلث) من (ظ).
(¬2) في (ح) (الثاني).
(¬3) من (ظ) (كما علمت).
(¬4) في (ح)، (مط) (ترميه).
(¬5) في (ظ) (فإذا انتهك) وهو خطأ.
(¬6) من (ظ)، (ح).
(¬7) ليس في (ظ)، وفي (ح) غير منقوطة.
(¬8) في (مط)، (ح) (كثيرًا).

الصفحة 455