كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذُ بالله (¬1) من الجُبن (¬2):
والجُبْن خُلُقٌ مذمومٌ عند جميع الخَلْق، وأهل الجُبْن هم أهل سوء الظن بالله، وأهل الشجاعة والجُودِ هم أهل حُسْن الظن بالله؛ كما قال بعض الحكماء في وصيَّته (¬3): "عليكُم بأهل السَّخاء والشجاعة؛ فإنهم أهل حسن الظنِّ بالله، والشجاعة جُنَّة (¬4) للرجل من المكاره، والجبن إعانة منه لعدوِّه على نفسه، فهو جندٌ وسلاحٌ يُعطيه عدوَّه ليحاربه به (¬5) ".
وقد (¬6) قالتِ العرب: الشجاعة وقايةٌ، والجُبنُ مقْتَلَةٌ، وقد أكذب الله سبحانه أطماع الجُبناء في ظنِّهم أنَّ جُبْنَهُم يُنجيهم من القتل والموت [ح 200]، فقال الله تعالى: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ} [الأحزاب: 16].
ولقد أحسن القائل (¬7):
¬__________
(¬1) ليس في (مط).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2668) ومسلم رقم (2706) من حديث أنس بن مالك بلفظ (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم ...).
* والبخاري أيضًا برقم (2667) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
(¬3) قوله (في وصيته) ليس في (ظ).
(¬4) في (مط)، (ح) (حِصْن).
(¬5) ليس في (مط)، انظر العقد الفريد (1/ 191).
(¬6) من (ظ).
(¬7) انظر هذه الأبيات مع اختلاف في بعض الألفاظ: في الحماسة البصرية (1/ 39) وعيون الأخبار (1/ 126)، وبلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب للآلوسي (1/ 106)، مع الحاشية.

الصفحة 457