كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
اللهُمَّ خوَّلتني مَن خوَّلتني من بني آدم وجعلْتَني له، فاجْعَلْني من أحبِّ أهله وماله إليه".
الثالث عشر: أن الله سبحانه وتعالى أقْسَم بالخيل في كتابه، وذلك يدلُّ على شرفها وفضلها عنده، قال الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)} [العاديات: 1 - 3].
أقسم سبحانه بالخيل تعْدُو في سبيله. والضَّبْح: صوتٌ في أجوافها عند جريها (¬1).
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} توري النار بحوافرها عندما تصكُّ الحجارة. {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} (¬2) النَّقْعُ: الغبار تثيره الخيل عند عَدْوِها.
والضمير في {بِهِ} قيل: يعود على القَدْح، وهو ضعيف؛ فإن الغبار لا يُثار بالقدح.
وقيل: عائد على المُغار المدلول عليه بقوله: {فَالْمُغِيرَاتِ} أي: أثرنَ بالمُغار غُبارًا؛ لكثرة جولانها فيه.
ويجوز أن يعود على المُغار الذي هو مصدرٌ، أي: أثرن (¬3) الغبار بسبب الإغارة. ويجوز أن يعود على العَدْوِ المفهوم من لفظ
¬__________
(¬1) انظر تفسير الطبري (30/ 271 - 272)، وغريب الحديث للحربي (2/ 465).
(¬2) من (ح) فقط {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} [العاديات: 5].
(¬3) ليس في (ح، مط).