كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

{وَالْعَادِيَاتِ}.
والضمير في قوله: {بِهِ} الثانية مثل الأولى.
وقيل: عائدٌ على النَّقع، أي: وسطنَ جَمْعًا ملتبسات بالنقع، وعلى هذا، فـ "جَمْعٌ" هنا: مَجْمع العدو. وهذا قول ابن مسعود (¬1).
وقال علي (¬2): المراد بها إبل الحاج. أقسم [ظ 10] الله تعالى بها لعَدْوِهَا في الحج الذي هو من (¬3) سبيله، و"جَمْعٌ" (¬4) الذي وَسَطْن به: هو مزدلفة أغرن (¬5) به [ح 19] وقت الصبح.
والقول الأول أرجح لوجوه:
أحدها: أن المستعمل في الضَّبْح إنما هو للخيل (¬6)، ولهذا قال أهل اللغة: "الضَّبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدَت، قال الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}، ويقال أيضًا: ضبح الثعلب".
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في تفسيره (30/ 276) وسنده منقطع.
(¬2) أخرجه ابن وهب في التفسير من جامعه (2/ 70 - 71) رقم (136) مطولًا وفيه قصة رجوع ابن عباس إلى قول علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. والطبري في تفسيره (30/ 276) من طريق ابن وهب مختصرًا.
والأثر سنده صحيح.
(¬3) في (مط) (في سبيله).
(¬4) سقط من (مط).
(¬5) في (مط) (هو مزدلفة أخرت وقت الصبح)، وفي (ح) (هو من مزدلفة أغرن به وقت الصبح).
(¬6) في (ح) (بالصبح) بدلًا من (في الضْبح)، وفي (مط) (هو الخيل).

الصفحة 57