كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الثاني: أنه (¬1) وصفها بأنها توري النار من الحجارة عند عدوها، وهذا مشهود في الخيل؛ لقرع سنابكها من الحديد للصفا، فيتولَّد قدح النار من بينهما كما يتولَّد من الحديد والصَّوان عند القدح.
الثالث: أنه وصفها بالإغارة، وهي وإن استعملت للإبل، كما كانت قريش تقول: "أشْرِقْ ثبير كيما نُغِيْر" (¬2)؛ لكنَّ استعمالها في إغارة الغزو أكثر.
الرابع: أنه سبحانه وتعالى وقَّت الإغارة بالصبح، والحُجَّاج (¬3) عند الصبح لا يُغيرون، وإنما يكونون بموقف مزدلفة، وقريش إذ ذاك لم تكن تغير حتى تطلع الشمس، فلم تكن تُغيِر بالصبح قريش ولا غيرها من العرب.
وفي "الصحيح" (¬4) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان في الغزو لا يُغير حتى يُصْبِحَ، فإذا أصبح؛ فإن سمع أذانًا أمسك، وإلا أغار".
الخامس: أنه تعالى عطَفَ توسُّط الجمع بالفاء التي هي للتَّرتيب بعد الإغارة، وهذا يقتضي أنها أغارت وقت الصبح، فتوسَّط الجمع
¬__________
(¬1) سقط من (مط).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (1600) وغيره من قول عمر بن الخطاب وفيه (أشرق ثبير)، وزاد أحمد في المسند (1/ 39 و 42 و 54) وابن ماجه رقم (3022) وغيرهما (كيما نغير).
تنبيه: سقط من (ح) (لكن) في قوله (لكن استعمالها).
(¬3) في (ح، ظ) (والحاج).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (585) بنحوه.