كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بعد الإغارة، ومن المعلوم أن إبل الحاج لها إغارتان: إغارة في أول الليل إلى جَمْع، وإغارة قبل (¬1) طلوع الشمس منها إلى مِنى، والإغارة الأولى قبل الصبح، فلا يمكن الجمع بينهما وبين وقت الصبح وبين توسُّط جمع، وهذا ظاهر.
السادس: أن النَّقع هو الغبار، وجَمْع مزدلفة وما حوله كله صفا، وهو وادٍ بين جبلين لا غبار به تثيره الإبل، والله أعلم بمراده من كلامه.
الرابع عشر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن: "من ارتبط فرسًا في سبيل الله؛ فإن شبعه وريَّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة" (¬2).
الخامس عشر: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بارتباطها ومسح نواصيها وأكفالها، ففي "سنن أبي داود"، "والنسائي" (¬3) من حديث أبي وهب الجُشّمي
¬__________
(¬1) في (ظ) (بعد طلوع) وهو خطأ.
(¬2) تقدَّم في حاشية (ص/ 37).
(¬3) أخرجه أبو داود رقم (2543) والنسائي (6/ 218 - 219) رقم (3565) وأحمد (4/ 345) والبخاري في الأدب رقم (814) مختصرًا، وفي الكنى رقم (749) وغيرهم.
من طريق هشام بن سعيد عن محمد بن مهاجر عن عَقِيل بن شَبِيب عن أبي وهب الجُشَمي فذكر مطولًا.
وقد وقع في الحديث اختلاف - والصحيح أن أبا وهب الجشمي ليس بصحابي، وأن هذه التسمية خطأ، وصوابه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول - واسمه عبد الله، وهو يروي عن التابعين ومن بعدهم كالأوزاعي ونحوه.
وعليه فالحديث مرسل لا يثبت. =