كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

"مَن رمى بسهمٍ في سبيل الله، بَلَغَ العدوَّ أو لم يبلغ؛ كان له كعتق رقبة".
وقال عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح عن أَسَد بن وَداعة عن عمرو بن عَبَسَة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَن أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا منه من النار، ومن رمى بسهمٍ في سبيل الله فبَلَغَ العدوَّ فأصاب أو أخطأ كان له عتقُ رقبة" (¬1).
الثامن: أنه بدرجة في الجنة.
كما رواه الطبراني (¬2) من حديث أبي عَوانة عن الأعمش عن
¬__________
(¬1) أخرجه الطبراني في فضل الرمي رقم (11) وفي مسند الشاميين (3/ رقم 1980) والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 272).
وسنده لا بأس به؛ إن كان أبو صالح حفظه.
(¬2) في فضل الرمي رقم (10)، والقراب في فضل الرمي رقم (21).
وفيه لفظة غريبة سيأتي الكلام عليها.
وقد خولف أبو عوانة، خالفه زائدة:
فرواه زائدة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا مرسل أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (رقم 2004 - المطالب) وأبو نعيم في صفة الجنة (2/ رقم 233).
وخالفه أبو معاوية وجرير بن عبد الحميد:
فروياه عن الأعمش عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة مرفوعًا بلفظ (أرموا أهل الصنع، من بلغ العدو بسهم، رفعه الله به درجة فقال عبد الرحمن بن أبي النحام: يا رسول الله وما الدرجة؟ فقال: أما إنها ليست بعتبة أمك ولكنها بين الدرجتين مئة عام".
أخرجه أحمد (4/ 235 - 236) رقم (18063) والبيهقي (9/ 162).
قلت: لعل الأعمش حفظ جميع الطرق وإلا: فالطريق الأخير أقوى =

الصفحة 66