كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقد عُلِمَ أنَّ الفروسيَّة والشجاعة نوعان: فأكملها لأهل الدِّين والإيمان، والنوع الثاني: مورد (¬1) مشتركٌ بين الشُّجعان.
وهذا مختصرٌ في الفروسيَّة الشرعيَّة النبويَّة التي هي من أشرف عبادات القلوب والأبدان، الحاملة لأهلها على نصرة (¬2) الرَّحمن، السائقة لهم إلى أعلى غُرفات الجنان، علَّقته على بُعدٍ من الأوطان واغترابٍ عن الأصحاب والإخوانَ، وقلَّة بضاعة في هذا الشَّان، فما كان فيه من صواب؛ فمن الله وتفضله (¬3) وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ؛ فمنِّي (¬4) ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان. فأقول - وبالله تعالى المستعان، وعليه التُّكلان -:
ثبتَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سابَقَ بالأقدام، وثَبتَ عنه أنه سابَقَ بين الإبل، وثَبتَ عنه أنه سابَقَ بين الخيل، وثَبتَ عنه أنه حضر نضال السهام، وصار مع إحدى الطائفتين، فأمسكت الأخرى، وصار مع الطَّائفتين (¬5) كلتيهما، وثَبتَ عنه أنه رمى بالقوس، وثَبتَ عن الصِّدِّيق أنَّه راهن كفار مكَّة على غلبة الرُّوم للفرس (¬6)، وراهنوه على أنّ ذلك لا
¬__________
(¬1) في (ظ) (مورود).
(¬2) في (مط) (عزَّة)، وفي (ح) (هزّة)، وجاء في (ح، مط) عند قوله (غُرفات ...) (غرف الجنان، علقته على بُعْدٍ من الأمن، واغتراب من الأصحاب ..).
(¬3) في (خ، مط) (فمن فضل الله وتوفيقه).
(¬4) في (ظ) (ونهى)، وسقطت من (مط) (فمني).
(¬5) قوله (فأمسكت الأخرى، وصار مع الطائفتين) ليس في (ظ).
(¬6) (ظ) (الفرس).

الصفحة 7