كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الخيار السيف؛ لأنه البهاء لوجهك، والحمد الغالب عليك، لتركب كلمة الحق، وسَمْتَ التألُّه، فإن ناموسك وشرائعك مقرونةٌ بهيبة (¬1) يمينك، وسهامك مسنونة، والأمم يجرون تحتك".
وليس من الأنبياء مَن تقلَّد السيف بعد داود [ظ 15]، وخرت الأمم تحته، وقُرِنت شرائعه بالهيبة؛ سوى نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -؛ كما قال: "نُصِرْتُ بالرُّعب مسيرة شهر" (¬2).
وفي صفة أمته في "الزبور": "وليفرح مَن اصطفى الله أمَّته، وأعطاه النصر، وسدَّد الصالحين منهم بالكرامة، يسبِّحونه على مضاجعهم، ويكبِّرون الله تعالى بأصوات مرتفعة، بأيديهم سيوف ذات شفرتين، لينتقم بهم من الأمم الذين لا يعبدونه".
وهذه الصفات منطبقة على محمد - صلى الله عليه وسلم - وأُمَّته (¬3).
¬__________
(¬1) في (ظ) (بيديه) وهو خطأ.
(¬2) أخرجه البخاري رقم (2815) ومسلم في صحيحه رقم (523) بلفظ (نصرت بالرعب) وزاد مسلم في رواية (على العدو) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم رقم (521) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مطولًا وفيه (... ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر).
(¬3) في (ظ) (على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى أمته).