كتاب الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
أبو صالح - هو محبوب بن موسى الفرَّاء -: حدثنا أبو إسحاق - هو الفَزَارِي - عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال رجل عند جابر بن زيد: إن أصحاب محمد كانوا لا يرون بالدَّخيل بأسًا، فقال: هم كانوا أعفَّ من ذلك" (¬1).
والدَّخيل عندهم: هو المحلِّل، فنهاية (¬2) ما نُقِل عنهم لم يكونوا يرون به بأسًا.
وفرقٌ بين أن لا يرون به بأسًا وبين أن يكون شرطًا في صِحَّة العقد وحِلِّه، فهذا لا يُعْرَف عن أحدٍ منهم ألبتة.
وقوله: "كانوا أعفَّ من ذلك" أي: كانوا أعفَّ من أن يُدْخِلُوا بينهم في الرهان دخيلًا كالمستعار، ولهذا قال جابر بن زيد راوي هذه القصة: "إنه لا يحتاج المتراهنان إلى المحلِّل".
حكاه الجُوْزجاني وغيره عنه (¬3).
¬__________
= من الكتب الجامعة لألفاظ الإمام أحمد، وقد نقل منه ابن القيم وشيخه ابن تيمية عدَّة نصوص، انظر: مجموع الفتاوى (20/ 565)، (30/ 403).
(¬1) أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (2/ 144 - 145) وسعيد بن منصور في سننه رقم (2959) كلاهما عن سفيان بن عيينة به مثله.
وسنده صحيح.
وجابر بن زيد هو أبو الشعثاء من أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما.
(¬2) في (مط) (فينافيه) وهو خطأ.
(¬3) (وغيره عنه) ليس في (ح).