كتاب بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

ثُمَّ تُقَاضُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا, فَيُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَنْ أَهْلِهَا كَانَ أَكْثَرَ أَهْلاً مِنَ السَّمَاوَاتِ الَّتِي تَحْتَهَا, وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ, كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ, وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ, فَلأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلاً مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ, وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ, فَيَجِيءُ الله فِيهِمْ, وَالأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا، قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادِي: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَقُومُونَ, فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ, ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قَالَ: فَيَقُومُونَ, فَيُسْرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ أَصْحَابَ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ: {لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}، فَيَقُومُونَ, فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ, خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ, فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلاَئِقِ, لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ, وَلِسَانٌ فَصِيحٌ, فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ, قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ, فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً, فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى الله وَرَسُولَهُ, قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ, فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً, قَالَ: ثَالِثَةً, فَقَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ, قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ, فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ, وَمِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ.

الصفحة 1002